jeudi 21 juin 2007


لقد كان لواقعة إحدى عشر شتنبر أن هزت قلوب العالم لكون الأمر يتعلق بأقوى دولة في العالم، حيث أن الحدث لم يبرهن فقط على مدى هشاشة بنية المخابرات الأمريكية وإنما دل على مدى حنطة وذكاء السياسين الأمريكين،إذ سهل عليهم التضحية بعشرات الألاف من المواطنين من أجل غرض سياسي، أو لربما حركة دبلوماسية من الدركة الدنيا، والقصد في مجمله يتعلق بنشر فكرة سيئة عن من إتهموهم بهذا العمل الشنيع . تأتي الأحداث الإرهابية التي وقعت لتؤرخ بداية مرحلة جديدة اتسمت بهيمنة المشروع الأمريكي الذي يقوم ، من جهة ، على شن حرب شاملة على الإرهاب الأصولي الذي يجسده تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به عضويا أو إيديولوجيا ، بحجة توفير الأمن والاستقرار للشعوب والدول ، ومن جهة أخرى ، نشر الديمقراطية في العالمين العربي والإسلامي عبر تغيير بعض الأنظمة وإدخال إصلاحات سياسية على أخرى . لقد اعتبر المشروع الأمريكي بزعامة المحافظين الجدد ، أن مواجهة الإرهاب تمر عبر إدخال الديمقراطية إلى المنطقة العربية/ الإسلامية . أكيد أن هذا المشروع يدخل ضمن مخطط عام للولايات المتحدة تهدف به إلى فرض هيمنتها على مجموع مقدرات المنطقة ، وفي مقدمتها البترول . ووضع اليد على منابعه. ومن أبرز ما ترتب عن هذه المرحلة : 1 ـ احتلال أفغانستان ثم العراق كمقدمة لإعادة صياغة خريطة المنطقة وفق ما تقتضيه المصالح الأمريكية . 2 ـ جر العالم إلى حرب على الإرهاب تقودها الولايات المتحدة بزعامة المحافظين الجدد ضد تنظيم القاعدة . وبذلك أصبح العالم شريكا ، طوعا أو كرها ، في حرب بين أصوليتين ، الأولى مسيحية يقودها الرئيس الأمريكي بوش الابن وهو الذي وصفها بالحرب "الصليبية" عند بدئها ؛ أما الأصولية الثانية فيقودها تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن . وكلا الأصوليتين قسما العالم إلى قسمين أو محورين : محور الخير مقابل محور الشر كما عند بوش ، . 3 ـ عولمة الإرهاب بحيث لم يعد خطر الإرهاب منحصرا في مكان محدد ، بل غدا يملك القوة لضرب أهدافه في كل العالم ـ الرياض ، الدار البيضاء ، القاهرة ، شرم الشيخ ، لندن ، مدريد ، عمان الخ . 4 ـ خلق حالة من الممانعة لدى الأنظمة العربية إزاء عملية الإصلاح الديمقراطي التي تطالب بها الولايات المتحدة . إذن بعد خمس سنوات عن الأحداث الإرهابية ليوم 11/9 /2001 يمكن التساؤل عن جدوى الحرب الشاملة على الإرهاب التي شنتها الإدارة الأمريكية على تنظيم القاعدة ، وهل تمكنت الولايات المتحدة من توفير الأمن لشعبها ولشعوب حلفائها ؟ أكيد أن فشل أمريكا ، سواء في حــــــربها على الإرهاب أو في تطبيق الإصلاح الديمـــــــقراطي على أنظمة المنطقــــــة العربية ، تؤكده المعــــــطيات التالية : أ ـ أن تنظيم القاعدة تمكن من استغلال الأخطاء الأمريكية ليوسع من نشاطه ويخلق قاعدة تنظيمية وعسكرية إضافية في العراق هي أشد خطرا على الولايات المتحدة وكل دول المنطقة . ذلك أن قرار الولايات المتحدة غزو العراق وتفكيك أجهزة الدولة العسكرية والأمنية والمدنية مكن تنظيم القاعدة ليس فقط من نقل عملياته خارج أفغانستان ، بل أساسا من اتخاذ العراق مجالا مركزيا لمواجهة أمريكا بغاية تحقيق من الانتصارات ما لم يستطعه في أفغانستان . وبذلك عوض القضاء على تنظيم القاعدة تشكل فرع له بزعامة أبو مصعب الزرقاوي . ورغم كونه امتدادا لتنظيم القاعدة إلا أنه يمتلك من المقومات وأساليب القتل والتدمير ما لم يعتده العالم مع تنظيم القاعدة الأصلي في أفغانستان . ب ـ أن التنظيمات المتطرفة يزداد عددها ويشتد خطرها في المنطقة العربية وخارجها . وبعد أن كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يواجهون تنظيما واحدا أصبحوا يواجهون خلايا إرهابية على درجة عالية من الإعداد والتخطيط . ج ـ إذكاء مشاعر الكراهية ضد الولايات المتحدة بسبب انحيازها المطلق لإسرائيل في جرائمها ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني . الأمر الذي تستغله التنظيمات المتطرفة في استقطاب أتباعها وتجنيدهم . د ـ خلق حالة من التحالف الضمني بين بعض الأنظمة السياسية ـ إيران ، سوريا ـ والتنظيمات المتطرفة بسبب الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على تلك الأنظمة. وقد كان لهذا التحالف أثره القوي في إفشال مخطط جلب الديمقراطية إلى العراق بقوة الحديد والنار . ذلك أن وضعية الاقتتال والدمار التي خلقتها الولايات المتحدة في العراق ، جعلت الأنظمة العربية وفئات واسعة من شعوبها ترفض كل تغيير أو إصلاح على الطريقة الأمريكية . هـ ـ الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على حكومة حماس المنتخبة ديمقراطيا ، مما يسفه شعارات الولايات المتحدة ويفضح زيفها وتناقضها . و ـ إعلان البيت الأبيض ليلة 6 شتنبر الجاري عن " الإستراتيجية القومية لمحاربة الإرهاب" بديلا عن " الحرب الشاملة على الإرهاب" بسبب التهديدات القوية التي تشكلها شبكات أصغر وخلايا إرهابية أكثر خطورة من تنظيم القاعدة . عموما كل الوقائع تؤكد ما انتهى إليه البروفسور بروس هوفمان الخبير في شؤون الإرهاب بجامعة جورج تاون بقوله «هناك عمليتان تتحركان بشكل متواز. أنت تستطيع أن ترى الانجذاب للقول بأننا أضعفنا» «القاعدة»، لكن هذا الرأي يهتز أمام الأدلة المتزايدة خلال السنوات القليلة الأخيرة والتي تؤكد أن القاعدة ما زالت تدير وتخطط الهجمات


ترجي ورجاء

لربما تكون الحياة مليئة بالمفاجاءات لكنها كلها تحتكم الى المصير الإنسانب تبعا لدين الاسلامي على أن لايكتب علين إلا مكتب الله علينا وأترجى من الله العلي العظيم أن ينجينا من كل مامن شأنه أن يغير هذفنا أو يضيبنا بشر
حيتيات حرب تنطوي على الخداع السياسي والصراع الإديولوجي